2011-06-03

صنع في اليابان


اقرأ في مدونتي 
- قصة أعجبتني " كن مع الصقور"
- مقال اليوم "اسرار تقدم اليابان"
كن مع الصقـــور
    من منا لا يرغب في التحليق بإنجازاته ونجاحاته عالياً كالصقر يعلو السحاب متنافساً مع غيره من الصقور في العلو والارتقاء، بينما الدجاجة تدب على سطح الأرض مطأطئةً رأسها بسذاجة لتأكل من خشاشها، شتان ما بين الصقور والدجاج، يمكن أن يكون المرء ضمن الصقور أو مع الدجاج، وقد قيل: إذا أردت أن تحلق مع الصقور فلا تضيع وقتك مع الدجاج.
روي أن رجلاً أهدى للحاكم صقراً من فصيلة ممتازة، ففرح الحاكم به كثيراً وسأل وزيره عن رأيه في الصقر فقال: (إنه قد تربى مع الدجاج) فاستغرب الحاكم من كلام الوزير، فطلب الوزير أن يطلق الصقر فإذا به يحفر الأرض برجله كالدجاجة ليأكل، وقد كان الوزير قد لاحظ قبل ذلك أن الصقر ينظر إلى الأرض على غير عادة الصقور التي تنظر إلى السماء. 
إن كل منا يتحول تدريجياً ليشبه من يجالسه ويعاشره ويحادثه، فمن نتحدث معهم يؤثرون على شخصياتنا وتصرفاتنا وإنجازاتنا بشكل كبير قد لا يلاحظه البعض. وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، وقيل: من عاشر القوم أربعين يوماً صار منهم. وقيل أيضاً: قل لي من تصاحب أقول لك من أنت. 
إن العناية باختيار من نخالطهم أمر لا يستهان به، ولا أتحدث هنا عن تجنب مخالطة السيئين في المجتمع ممن يمارسون العادات والأخلاق السيئة، فتجنب مخالطة هؤلاء أمر بديهي لا أتحدث عنه، ولكني أتحدث عن اختيارك لخلطائك من بين الأسوياء الخلوقين. فمن هؤلاء الذكي والغبي، والغني والفقير، والكريم والبخيل، والمتفائل والمتشائم، والصريح والمجامل، والنشيط والكسول، والعالم والجاهل، وغير ذلك. 
حدثني يوماً أحد الأصدقاء النشيطين في أداء عملهم وهو يشكو لي ما يواجهه من مشاكل في وظيفته الجديدة حيث أن غالبية الموظفين في الشركة يؤجلون تنفيذ أعمالهم دون مبرر وقد صار هذا هو الأصل عندهم فيعتبرون ذلك التأخير طبيعياً، وأنه يخشى أن يصبح هذا الشيء طبيعياً عنده هو أيضاً فيصبح التأخير والتأجيل هو الوضع الطبيعي في ثقافته وأدائه لعمله، وهذه نظرة عميقة للمشكلة قل ما يفطن إليها أحد. 
     من القسوة أن تتخلص من صديق لك لأنه أقل منك مستوى أو لأنك لا ترغب في أن تصبح مثله، ولكن اعلم أن هذا الصديق سيؤثر عليك سلباً وستؤثر عليه إيجابا بشكل أو بآخر، وإنك بمخالطتك له تنفعه ويضرك، وهذا عمل خيري فيه عطف وإيثار أرجو أن تؤجر عليه، ولكن أين الصقور عنك؟ ابحث عنهم وامض وقتاً أطول معهم، واحرص أيضاً أن تعرف ما بهم من عيوب لتحاول تجنب التأثر بها. 
وهذا لا يعني أني أدعو إلى رفض مصاحبة من هم أقل منك، ففي كل شخص مميزات وعيوب، فقد يكون أحد الأصدقاء متفوقاً عليك في جانب وتكون متفوقاً عليه في جانب، وقلما نجد شخصاً أقل من الآخر في جميع الجوانب، ولكني ألفت الانتباه لتأثير الجلساء علينا. 
    فلنحرص في علاقاتنا على انتقاء من نرغب أن نكون مثلهم في أحد الجوانب أو نقترب إليهم ولنبحث عنهم بجدية، فإذا أردت أن تكون ثرياً فخالط الأثرياء، أو عالماً فجالس العلماء، أو مثقفاً فصاحب المثقفين، أو صقراً فعاشر الصقور. 



اسرار تقدم اليابان
الكثيرمنا قد تحدث عن اليابان وكتب عن أسرار تقدمها , وقد وجدنا أن أغلبها يتفق حول المحاور التالية نلخصها فيما يلي:
إذا بدأت الحديث عن اليابان فإنك حتماً ستحتار من أين تبدأ !!!
من سوني وتوشيبا وباناسونيك ... ؟
أم من تويوتا ونيسان ولكزس وإنفينيتي ...؟
من ناقلات النفط العملاقة ...؟
أم من الترانزستور والحواسيب ...؟
من الرجل الآلي ؟ أم من الرجل الياباني ؟
من أين وأين ....!
اليابان دولة متقدمة في أغلب مجالات العلوم من طب وهندسة والعلوم بمختلف أنواعها . ودولة لها ثقلها الكبير في موازين العالم الإقتصادية بالدرجة الأولى .
يحتل الناتج القومي الإجمالي ( قيمة السلع والخدمات المنتجة في اليابان خلال عام واحد ) المرتبة الثانية على مستوى العالم .
كانت اليابان منهاره كلياً بعد الحرب العالمية الثانية ووقعت أسيرة للإحتلال الأمريكي الذي لم يسلم منه أحد .إلا أنها استطاعت النهوض كالحصان الجامح بسبب عدة أشياء هي سبب تميزهم ، منها والذي أراه الأهم ...
الدقة في العمل والإخلاص .
مع أننا نحن المسلمون أصحاب مبدأ الدقة في العمل من منطلق حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) إلا أناليابانيون هم من يطبقون هذا الحديث وليس نحن ، للأســف .
لديهم دقة في العمل وإخلاص له بشكل يعجز أي إنسان عن وصفه . فالشخص الياباني يعتبر أن أي عمل يعمله كأنه شئ خاص به وليس عام . بمعنى أنه يعمل وكأن مردود العمل يعود عليه هو وحده فقط .
التعليم .
يظن الغالبية أن الإنسان الياباني هو عبقري وأن درجة الذكاء لديه أعلى منّا ومن الناس عموماً إلا أن هذا الكلام عار من الصحة تماماً .
سبب عبقريتهم عموماً هو تنشأتهم التنشأة العلمية الصحيحة وتعويدهم على التعلم وتحبيبهم إليه منذ الصغر .
فلا أحد يولد عالماً 
العمل الجماعي .
من النادر أن تجد ياباني يعمل بنفسه أي عمل كان . فهم وإن كان العمل تافهاً فإنهم يقومون به جماعات . 
جميـــع ماسبــق نفتقده في دولنا ، ومتى ما تحقق ذلك فنحن عندئذ سنتقدم بإذن الله .
  اضافة الي ذلك
- أن الإنسان الياباني تمكن من نقل ما لدى الغرب من علوم مختلفة ونجح في تقليدها وتطبيقها , بل من ثم أبدع في تطويرها إلى الأحسن .  
- أن الياباني يعتبر الراحة والنوم شيء معيب , لذلك تجده في غاية الجد والنشاط وقت عمله , وتجد أن إجازته السنوية شبه معدومة , بالإضافة إلى عدم وجود سن للتقاعد بالنسبة له .
- أن الياباني يجيد الإدخار فهو شعب يدخر من 20% إلى 40% من دخله
- أن الياباني يتقن ما يصنع ويقوم به , فيده ماهرة إلى أبعد الحدود "اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه".
- أن الياباني لديه شـعور بالرقابة الذاتية , فلا يحتال أو يتخاذل لأجل توفير بعض المال أو الوقت
- يفضل الشخص الياباني العمل الجماعي  وعدم الظهوروالشهرة أو التسلق على الآخرين.
عزيزي هل تعلم  أن الوزير والفراش في اليابان يأكلون نفس الطعام ويشربون نفس الشراب كلهم سواسية، لا فرق بينهم..
عزيزي أتعلم أن أكبر إهانة لشركة يابانية هو أن يتركها أحد موظفيها لحصوله على فرصة أفضل في مكان آخر..
- أتعلم أنه لا يسمح للياباني بالعمل في أي مكان بدون أن يحصل على شهادة إتمام المرحلة الثانوية، ونحن كم لدينا من شاب لا يحمل إلا الإبتدائية أو المتوسطة.. 
- عزيزي أتعلم أنه عندما تأسست أول وزارة للتربية والتعليم في اليابان عام 1876م رفعت شعار القضاء على أمية القراءة والكتابة في عشرين 
عاماً وبالفعل في عام 1896م قضت على الأمية، ونحن هنا نحاول أن نقضي على أمية الحاسوب قبل أمية القراءة والكتابة.. 

اقرأ ايضاً


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق